دعاء و مشيئة
خطر لي أن أصف ذلك الرجل , ذاك الوجه العتيق و كأنه يقرع باب التسعين , مثقل بهموم الأرض, يقوم من عاى وسادة ظلماء في ليلة تأخر صبحها. يجد في الوضوء راحته , يتمتم بكلمات إلاهية مشاركا جوارحه و أطرافه و مسبحته الكهرمان في ذكرها.
و إذا به يلتصق بزازية في الغرفة متجاوزا الواقعية التقليدية إلى الواقعية الإلهية, رافعا ذراعيه عاليا مستجديا ربه الإجابة , فراح يتذكر أحداثا و يتصور صورا , و مع منظار الماضي , استصغر أمورا و تعاظم أخرى .
فعصفت به الذكريات يمينا و شمالا , شرقا و غربا. و رغم رعودها و السحابات الداكنة التي مرت عليه, و رغم بصمات الزمن التي غمست أناملها على جسده , و الوحشة اللامعتادة التي أحاطت به, ألقى نظره على من حوله فأحزنه هذا السكون المخيف.
فشرع يقلب في صفحات الذاكرة جيدا, فأسعده ما أسعده, و أحزنه ما أحزنه, مستطيبا ذلك الشعور الخفي الذي سكن نفسه فجأة .
فإذا بنور ينبثق, و بخيط رفيع لامع براق يخترق نافذته, فتراه يبتسم و كأن شبحا أسود يتجلى عن وجهه شيئا فشيئا ليوقن أنه الحق .... و إنها ساعة الإستجابة .
فنزل ساجدا ..و عندها نعت ذاك الرجل , بالمعفور له , رحمه الله.
لوحة جميلة جدا رسمتها اناملك وتجسدت في ذلك الرجل المسن التي غمست بصمات الزمن اناملها علي جسده هي تلك التجاعيد وغيرها من بصمات
ردحذف