السبت، 26 أبريل 2014

دعاء و مشيئة


دعاء و مشيئة خطر لي أن أصف ذلك الرجل , ذاك الوجه العتيق و كأنه يقرع باب التسعين , مثقل بهموم الأرض, يقوم من عاى وسادة ظلماء في ليلة تأخر صبحها. يجد في الوضوء راحته , يتمتم بكلمات إلاهية مشاركا جوارحه و أطرافه و مسبحته الكهرمان في ذكرها. و إذا به يلتصق بزازية في الغرفة متجاوزا الواقعية التقليدية إلى الواقعية الإلهية, رافعا ذراعيه عاليا مستجديا ربه الإجابة , فراح يتذكر أحداثا و يتصور صورا , و مع منظار الماضي , استصغر أمورا و تعاظم أخرى . فعصفت به الذكريات يمينا و شمالا , شرقا و غربا. و رغم رعودها و السحابات الداكنة التي مرت عليه, و رغم بصمات الزمن التي غمست أناملها على جسده , و الوحشة اللامعتادة التي أحاطت به, ألقى نظره على من حوله فأحزنه هذا السكون المخيف. فشرع يقلب في صفحات الذاكرة جيدا, فأسعده ما أسعده, و أحزنه ما أحزنه, مستطيبا ذلك الشعور الخفي الذي سكن نفسه فجأة . فإذا بنور ينبثق, و بخيط رفيع لامع براق يخترق نافذته, فتراه يبتسم و كأن شبحا أسود يتجلى عن وجهه شيئا فشيئا ليوقن أنه الحق .... و إنها ساعة الإستجابة . فنزل ساجدا ..و عندها نعت ذاك الرجل , بالمعفور له , رحمه الله.

هناك تعليق واحد:

  1. لوحة جميلة جدا رسمتها اناملك وتجسدت في ذلك الرجل المسن التي غمست بصمات الزمن اناملها علي جسده هي تلك التجاعيد وغيرها من بصمات

    ردحذف